Oselni.com
تقييم الموضوع :
  • 2 أصوات - بمعدل 5
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حكايتي مع الزرافة العملاقة والحلم الأمريكي
#1
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:


[صورة: dZJjule.jpg]


إخواني أخواتي أريد من خلال هذا الموضوع أن أروي لكم قصتي مع الزرافة العجيبة والحلم الأمريكي وإنني لا أود أن أبخلكم بإذن الله بأدنى شيء عن تجربتي الشخصية مع القرعة الأمريكية.
تحتوي هذه القصة على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: التسجيل في القرعة.
بعدما أنهيت الدراسة بالجامعة (جامعة وهران) وحصولي على شهادة الليسانس في اللغات (فرنسية) أصبح لدي فراغ كبير خصوصاً وأنني لم أجد عملاً مباشرة بعد نهاية الدراسة وبقيت لسنوات أجرب حظي مع القنصلية الفرنسية وأحلم بإمكانية متابعة دراستي في إحدى الجامعات الفرنسية. لقد توفرت لدي جميع الشروط للقيام بذلك (حتى شهادة إثبات المستوى DEFL/TCF التي كانوا يطالبون بها كانت عندي، لقد شرعوا في طلب هذه الشهادة منذ سنة 2005 وذلك لغاية إفشال الطلبة الجزائريين الطامحين في الهجرة إلى فرنسا من أجل الدراسة) وكنت كل مرة، وبعد تلقي القبول من الجامعات، لما أقدّم طلب تأشيرة الدراسة يتم رفضها وكنت أجهل تماماً الأسباب – بحجة أن القنصلية ليست مجبرة على إبداء أسباب الرفض – لقد أفشلوني في كل مرة ولا أضن أنني كنت لوحدي خصوصا لما كنت أتصفح المنتديات وأرى شكاوى العديد من الطلبة.
طوال المدة التي عشتها ما بين إنهاء دراستي الجامعية والحصول على العمل لم يكن لي ما يهون علي سوى الأنترنت والتردد على المقاهي وكانت معنوياتي تتحطم باستمرار حتى وصل بي الأمر في صيف 2010 خاصة لما أتذكر أني جاوزت الثلاثين من العمر أنني كنت أحس بأنني أعيش في سجن مؤبد وبدأ يجتاحني التشاؤم واليأس من الحياة – غير أنني كنت أومن بقضاء الله وقدره وهذا ما كان يجعلني أطمئن – كان لدي صديق حميم وهو من خريجي جامعة مستغانم (مهندس دولة في الميكانيك)، وكان إنسان بشوش وذكي وكنت أشتكي إليه دائما لما أقدم على أمر ولم أنجح حتى أصبح يمزح ويقول لي بأنني إنسان فاشل وهذا ما كان يثير أعصابي.
في يوم من الأيام من فصل الصيف – لا أتذكر صيف 2011 أو 2012 – وبينما كنا جالسين في المقهى أنا وصديقي وكنا نتبادل أطراف الحديث، كان ذلك عقب محاولتي الأخيرة مع القنصلية الفرنسية اللعينة، لما أخبرته أنه قد تم رفض طلبي للفيزا الأخير تأسف كثيراً وكان قد أحسّ بخيبة أملي، حينها حاول تهدئتي وقال لي: "ألا أقترح عليك شيئاً آخراً ودعك من الحلم المفقود؟"، فقلت له: "تفضّل"، فقال لي: "لماذا لم تجرب حظك مع القرعة؟" فقلت متحيّراَ: "أيّ قرعة تقصد؟" فأجاب: "إنّها القرعة الأمريكية" ووصف لي كيف يتم ذلك بالتدقيق، حينها تبسمت ساخراً وأجبته قائلاً: "أتستهزأ بي، فكيف يمكنني أن أكون فائزاً من بين مئات الملايين، دعنا من المزاح هداك الله"، حينها قاطعني وقال لي: "لماذا أنت متشائم؟ إنه تسجيل مجاني، لا تخسر شيئاً". المهم بعد مغادرة المقهى والرجوع إلى ديارنا كان قد أقنعني بذلك ولما عدت إلى الدار تصفحت النت لمعرفة المزيد حول هذه القرعة والجري وراء الزرافة العملاقة ههههه، انتظرت حتى أتى شهر أكتوبر وقمت بالتسجيل لأول مرة – لا أذكر إن كان ذلك في 2011 أو 2012، نسيت كليا – في المرة الأولى لم يسعفني الحظ، وبقيت انتظر العام المقبل لإعادة التجربة، وكنت دائماً أستهزأ من صديقي – الذي قادني نحو طريق النجاح، وسأبقى إن شاء الله أذكر ذلك طوال حياتي – وأقول له أن القرعة هي مثل اللوطو الرياضي. قمت بالتسجيل للمرة الثانية في أكتوبر 2013 وبعد الإعلان عن النتائج في أول ماي 2014 وجدت نفسي ناجحاً فلم أصدق، فاتصلت بصديقي مباشرة وأخبرته بأنني فزت باللوطو الرياضي وأصبحت ثرياً، فهنأني وأرسل لي رسالة قصيرة فيها "ألف مبروك".
*** الآن ظهرت الزرافة العملاقة وبدأت المطاردة ***
المرحلة الثانية: ما بعد الفوز بالقرعة
بعدما علمت بأنني نجحت قرأت قليلاً عن كيفية الاستمرار في الرحلة وطلب الفيزا، فانتظرت يوم 19 ماي من أجل ملأ استمارة DS-260 وفي تلك الفترة هبت الريح العاصفة وفقدت جواز سفري البيومتري – الذي لم يكن قد مر زمن طويل بعد الحصول عليه – واختفت الزرافة العملاقة عن الأنظار وتحطم الحلم الأمريكي خاصة بعدما أخبرني المسؤول عن وثائق الهوية (هداه الله وسدده نحو طريق الصواب) في الدائرة التي أقطن بها بأنه لا يمكن الحصول على جواز بيومتري آخر إلا في حالة انتهاء الصلاحية أو استحالة وضع تأشيرة جديدة حينما تكون كل الصفحات مملوءة، وكان قد تجاهل تماماً الإمكانية الثالثة والتي تكون في حالة الضياع، السرقة أو الإتلاف، وخالف القانون الصادر في الجريدة الرسمية والذي يبيح ذلك، لكن... كما يقول المثل الجزائري: "واش يدير الميت في يد غسالو"، لم يعترف بذلك وقال لي بعلاء أنه بوسعي الاتصال برئيس الدائرة. بعدها صِرت ككرة تنس الطاولة تلعب بي الإدارات الجزائرية كما تشاء، اتصلت بعد أسبوع بالمسؤول الأعلى في الولاية والذي أخبرني بأنه قد وجب علي احترام السلم الإداري، رجعت خائباً وانتظرت الأسبوع المقبل لمقابلة رئيس الدائرة يوم الثلاثاء، لما قصدت الدائرة في ذلك اليوم وأخبروني بأن الرئيس في اجتماع وأنا أعرف جيداً تلاعبات الإدارة، لم أتمالك أعصابي وثرت في وجه الموظف والذي قام بتهدئتي ونصحني بأن أتحلى بالصبر، انتظرت الأسبوع المقبل، وكنت أتأسف دائماً عن مصيري مع القرعة والوقت يمر، اتصلت بالدائرة لمقابلة الرئيس، دخلنا جماعة – حوالي 9 أو 10 أشخاص – لكل منهم شأن، بمجرد جلوسنا سألنا الرئيس: "من هو فلان؟" فأجبته بأنني هنا، فناداني وقال لي: "أنت تخفي جوازك عياناً وتدعي أنك قد أضعته؟ أتعلم كم هي قيمة الجواز البيومتري؟" بعدها توجه مباشرة نحو الهاتف واتصل بمركز الشرطة، ثارت أعصابي حينها ووقفت في وجهه وقلت له بصوت عالٍ: "إنني مواطن جزائري ولدي الحق في الحصول على الجواز وأنه بأي حال من الأحوال لا يمكنك أبداً حرماني من حق من حقوقي"، صرخت في وجهه وانصرفت. توجهت على الفور إلى مركز الشرطة وحينما دخلت سألني الشرطي عما إذا كان بوسعه تقديم خدمة لي فأخبرته بما جرى، فقال لي: "اصعد إلى الطابق الأول"، دخلت المكتب وطلب مني الشرطي المكلف الجلوس وهدأني ثم قال لي: "يا أخي إذا كنت تريد فقط تغيير المهنة مثلاً أو شيء ما فصارحني من فضلك فبإمكاني مساعدتك، لأنه أمر ليس بالهين وإنك ستعرض نفسك للمحاكمة والعقوبات" فأجبته بأن كل ما أدليته صحيح، فقام بتحرير محضر سماع وقال لي: "يمكنك الآن الذهاب في انتظار ما سيكون". حينها غادرت مصلحة الأمن خائباً وأنا أتساءل إذا كان بإمكاني الحصول على جواز آخر أم لا. كل هذه الوقائع جرت في شهر ماي وبداية شهر جوان.
مرت الأيام وتلاشت الزرافة إلى أن دخل شهر جويلية عندما سمعت ذات يوم صباحاً دقات على باب المنزل، فتحت الباب فوجدت وراءه إنساناً أعرفه، أعطاني استدعاءً لحضور جلسة قضائية في شهر سبتمبر 2015 بتهمه تخريب مستندات، لما قرأتها فقدت الأمل وقلت في نفسي لماذا كل هذه المدة، صبرت وحمدت الله على كل حال إلى أن حان موعد الجلسة وامتثلت أمام القاضي والذي طبق علي القانون كما ادعى وكيل الجمهورية وأدِنت بشهرين حبس غير نافذة وغرامة مالية بـ: 20000 دج مع تحمل المصاريف القضائية، اطمأننت بعدها وقلت في نفسي: "لا يهم كل ذلك، المهم أنني سأحصل قريباً على جواز جديد واستئناف رحلتي من أجل اصطياد الزرافة العملاقة"، انتظرت صدور الحكم وقمت بتكوين ملف جديد من أجل طلب الجواز، لم أحصل عليه حتى غاية 1 ديسمبر 2015، في ذلك اليوم ظهر ذيل الزرافة وحوافر أقدامها الخلفية. رجعت إلى الدار في منتهى السعادة، صليت الاستخارة وتوكلت على الله، أقدمت على ملأ الاستمارة لوحدي، ذكرت اسم الله عز وجل وأرسلتها.
*** منذ ذلك الحين والزرافة تتضح شيئاً فشيئاً وأنا أشم رائحتها ***
المرحلة الثالثة: استقبال الرد الثاني والحصول على الفيزا.
بعد إرسال الاستمارة لم أكن أعرف الكثير من الأسرار حيث أنني حتى منتصف شهر يناير حينما أخبرني صديقي عن الكازنمبر – كنت أعرف فقط أنه رقم ولم أكن أعرف أن له أولويات – علماً بأن رقمي صغير جداً وأنه من المفروض أنني كنت قد انهيت مشوار الزرافة منذ شهر أكتوبر الماضي. بعد ذلك أصبحت أتردد على صفحات الفايسبوك والستارتايمز والمنتديات الأخرى من أجل جمع أكثر للمعلومات فوجدت ذات يوم أنني قد أخطأت قليلاً في ملأ الاستمارة، قمت بالاتصال بمركز كانتاكي وإعادة فتح الاستمارة من أجل تعديلها، بعد حوالي شهر من التعديل (التعديل لا يؤثر على استقبال الرد الثاني) استقبلت الرسالة الثانية والتي محتواها أنني سأقوم بإجراء المقابلة يوم 1 أفريل 2015 على الساعة الثامنة والنصف صباحا بالسفارة الأمريكية بالعاصمة، سعدت كثيراً بذلك وظننت أنني لحقت الزرافة. شرعت في تكوين الملف وترجمة الوثائق ثم قمت بالتلقيحات في المركز الصحي وبعد ذلك اتصلت بعيادة الأزهر وتم تحديد الموعد يوم 29 مارس 2015 على نفس التوقيت مع المقابلة، سافرت يوماً قبل موعد الفحص، استأجرت غرفة بفندق في العاصمة واشتريت مساءً لتراً من اللبن (الصومام) حيث كنت أعرف أنه يعدل الضغط الدموي، أثناء النوم تناولت كأسين من اللبن ولم أنم جيدا، استيقظت في الليل وتناولت كأساً آخراً من اللبن ثم حاولت النوم مجددا، في صباح اليوم الموالي نهضت باكراً وكان صديقي الذي ذكرته من قبل والذي هو يعمل حاليا في شركة بالعاصمة هو الذي أوصلني إلى العيادة ثم حياني وذهب مع زميله إلى العمل، قابلت العيادة وظننت أنني الآن في حلبة مصارعة مغلقة مع الزرافة وأن المعركة على وشك البدء وأن كل ضربة من الزرافة قد تكون معيقة إلى الأبد وربما تكون مميتة، ذكرت اسم الله وصليت على نبيه الكريم واستللت سيفي واقتحمت العيادة.
وصلت مبكراً – السابعة والنصف – دخلت من المدخل الرئيس وتوجهت نحو مركز الاستقبال، لاحظت أن اللغة العربية قد تم نسيانها في العيادة للأسف وأن كل الطاقم يتكلم بلغة العدو، على الرغم من أنني أدرّس الفرنسية غير أنني تكلمت بالعربية لغتي الأم فقالت لي السيدة: «Que puis-je pour vous monsieur ?»  فأجبتها قائلا: "لدي موعد اليوم للقيام بالفحص الطبي"، فأجابتني: «Monsieur, c’est au niveau du 3ème étage»، شكرتها ثم توجهت نحو الطابق الثالث، حينها وجدت بعض الأشخاص ينتظرون ولم أجد أحداً في الاستقبال، انتظرت قليلاً ثم نزلت وذهبت إلى الكافيتيريا في العيادة، شربت قهوة ومكثت بعض الشيء ثم صعدت من جديد، وفي حدود الساعة الثامنة و25 دقيقة تقريباً أتت الموظفة، رأيت بعض الشباب يندفعون نحوها مجرد وصولها إلى المكتب وقيامها بتشغيل الحاسوب ورأيت علامات اليأس بادية على وجهها وهي تفكر فيما ينتظرها من عمل شاق طيلة اليوم، ثم سمعتها تقول لهم: "انتظروا قليلا حتى أناديكم"، بقيت جالساً حتى تمت مناداتي فتوجهت نحوها وأعطيتها الجواز، دفتر التلقيح، رسالة المقابلة وصورتين شمسيتين. قالت لي "انتظر قليلا" ثم نادتني مجدداً وطلبت مني أن أنزل إلى الطابق الأرضي لدفع التكاليف (6250 دج) ثم أعود إليها. دفعت تكاليف الفحص ثم رجعت إلى الموظفة فلم أجدها فانتظرت قليلاً ثم عادت، أعطيتها التذكرة، بعدها وجهتني إلى جناح الفحص بالأشعة ثم إلى الطابق الثاني للقيام بنزع الدم، قبل القيام بهذا الأخير قليلاً نادتني الموظفة المختصة وسمعت أنها قالت "فلان سليم"، أنا اسمي "صالح" فتبسمت في وجهها وقلت لها أتمنى أن أكون سليماً، رأيتها تذكر اسم الله أثناء إدخال الإبرة من أجل نزع الدم. بعد ذلك توجهت إلى الطابق الثالث وأخبرت الموظفة أنه قد تم كل شيء. فقالت لي: "اجلس وانتظر"، انتظرت كثيراً حتى مللت وفي حدود الساعة الحادية عشر شرعت الطبيبة بمناداتنا واحداً تلو الآخر حتى جاء دوري، كان هناك شاباً من الناجحين في اللوتري وبعد خروجه من مكتب الطبيبة سألته عن كيفية فحصه من قبل الطبيبة فقال لي: "لقد قلقت قليلاً" فقلت له: "لماذا؟" فأجاب قائلاً: "لقد سألتني الطبيبة لماذا أريد الذهاب إلى أمريكا، فأجبتها بأنني أريد إكمال الدراسة هناك"، فقلت له: "لا تقلق، فهذا ليس من شأنها". عندما دخلت إلى مكتب الطبيبة وكانت شابة، جميلة وجذابة وطلبت مني الجلوس ثم سألتني بالفرنسية وأنا أجيبها بالعربية، فقالت: «Avez-vous fait auparavant une intervention chirurgicale ?» فقلت: "لا"، فأضافت: «Suivez-vous un traitement pour une longue durée ou avez-vous des médicaments prescrits que vous prenez toujours ?» فأجبتها بالنفي أيضاً، ثم سألتني هل أنا مدخن أم لا، حينها أحسست بضربة الزرافة الموجعة وظننت الهلاك، فأجبتها بـ: "نعم" فقالت لي: «Depuis quand ?» فقلت: "منذ كان عمري 16 سنة تقريباً" ورأيتها تضع عدد سنين التدخين في الملف، ثم سألتني أيضاً إذا ما كنت أتناول مخدرات أو ما شابه ذلك فأجبت بالنفي، وأخيراً قالت لي: «Où allez-vous vivre aux Etats Unis ?» فأجبتها: "فيلادلفيا" ورأيتها تسجل ذلك في الملف حينها ظننت أنني أوقعت الزرافة. ثم طلبت مني أن أستلقي وبدأت تتفحص في جسمي ثم قاست لي الضغط الدموي فكانت النتائج جيدة (13-8 بفضل اللبن) ثم الوزن والطول وبعدها قالت لي: «Vous attendez monsieur en attendant que je vous rappelle»، بقيت أنتظر حتى نادتني مجدداً واستلمت الظرف المغلق وحذرتني من فتحه ودعت لي بالتسهيل، لكنني سألتها عما إذا كان هناك شيء غير عادي فأجابتني بأن الملف على ما يرام.
غادرت العيادة مطمئن النفس ورجعت إلى الدار.
قبل يوم من المقابلة شديت الرحال ثانية وتوجهت نحو العاصمة وكانت الرحلة الثانية خالية تماما من القلق بعدما قضيت على أخطر عنصر في الحرب، ذهبت إلى الفندق ونمت هنيئا طوال الليل حتى الصباح، وفي الصباح المبكر توجهت نحو السفارة الأمريكية وقد أتعبتني الطريق وبالقرب من المكان التقيت شرطيا فحييته مبتسماً وسألته قائلا: "أمريكا من هنا أم من هنا؟"، فقال لي: "وما خطبك؟" فقلت له: "إن لدي موعد اليوم" فقال: "أي تأشيرة تطلب؟ طويلة أم قصيرة المدى؟"، فأجبت: "اللوتري؟" وكان علي ألا أفعل ذلك وأحلب الكافي، فسألني: "أي بكالوريا عندك؟"، فقلت له: "أدبي" فقال لي: "لا تتعب نفسك وتخسر دراهمك ما غاديش يمدوهالك"، لقد أثار غضبي فتركته وانصرفت رغم إلحاحه أن أعود وقلت له: "تعلم الكلام" وأنه "ليس لدي وقت لإضاعته معك". واصلت طريقي نحو السفارة فوجدت أناس ينتظرون عندها وحينها لقيت شاباً من ناحية القبائل كنت قد التقيته في العيادة، فسلمنا على بعضنا وبقينا ننتظر الدخول. دخلنا إلى السفارة وكان هناك تفتيش دقيق ثم توجهنا نحو الشباك وكنا معاً أنا وذاك الشاب البشوش والذي سررت بلقائه، كان هو في الأول وأنا بعده، انتظرنا قليلاً ثم تمت مناداته وأعطاهم الملف ومباشرة نوديت أنا وفعلت نفس الشيء، بعدها نودينا مجدداً لدفع التكاليف (33000 دج) وأخذ البصمات. ثم انتظرنا طويلا حتى أنهوا مع طالبي التأشيرات قصيرة المدى، بعدها نودي الشاب الذي كان معي إلى الشباك في حين بقيت أنا أترقب من بعيد متمنيا له التوفيق بإخلاص، لقد أضحكني ذاك الموقف وأنا أراه رافعا يده اليمنى ويقسم وكم كانت فرحتي لما رأيت السيدة القنصلية تهنئه على التأشيرة وكنت أستعد لمواجهتها بعده. مباشرة بعد ذلك نوديت أنا وتوجهت شارد العقل نحوها فحيتني وكانت معها مترجمة وكانت امرأة عربية والتي كانت تبدو على وجهها بشارة الخير، كانت مبتسمة وحنونة، وبدأت المقابلة. رفعت يدي وتلعثمت في القسم ولم أدرك ما أصابني وأنا أتكلم الفرنسية كأنني لا أتقنها وأنا أدرّسها. بعدها سألتني عن صاحب العنوان (أسئلة بسيطة جداً)، ثم عن معرفة أي مدينة أقصد في أمريكا وموعد الرحيل وبعد قليل هنأتني وقالت لي رحلة سعيدة وتأكدت أن الزرافة الآن في قبضتي، فبدأت أدور كالمصروع وأقول في نفسي: "هل ما قالته لي حقيقي أم أنني أحلم؟"، جلست حتى نادتني شابة أخرى من شباك آخر وبدأت تشرح لي كيفية استرجاع الجواز وأنا أسمع كلمة وأضيع عشرة، بعدها هنأتني هي الأخرى وقالت لي: "تمتع برحلتك"، فقلت لها: "شكراً". كان هناك شابان ممن ينتظران دورهما، سألت واحداً: "هل لديك الباك؟" لأهنئه مسبقا، فقال لي: "لا"، تألمت لذلك الجواب وخشيت كثيراً عن مصيره ولم أبد له شيئاً عن تألمي، دعوت لهما بالتسهيل وغادرت السفارة.
في طريقي توجهت نحو ذلك الشرطي السفيه متمنيا أن ألقاه وفعلا وجدته في المكان وكان قد أوقف شابين مسكينين على متن دراجة نارية يراقب وثائقهما، توقفت أمامهم وقلت: "السلام عليكم" وأخرجت ورقة قبول التأشيرة وسألت هؤلاء الشابين إذا ما كان بإمكان أحدهما قراءة محتوى الورقة فأجابا بأنهما لا يجيدا الفرنسية، فقرأتها بنفسي وبصوت مرتفع ثم لقنته درساً وقلت له بأن يدعو بالتسهيل لمن يراه مقدما على أمر ما وليس تحطيم معنوياته كما فعل ثم قال: "مبروك عليك" فقلت له: "الله يسلمك" وتابعت طريقي ورجعت إلى الدار ومعي الزرافة العملاقة.

*** هذه هي حكايتي مع الزرافة ***
الرد



#2
في المرة القادمة إن شاء الله سأروي لكم قصتي مع الصقر العملاق والهجرة نحو أمريكا
الرد



#3
بارك الله فيك على القصة و الف مبروك لك الفيزا و ربي يوفقك و يباركلك في حياتك و عملك ان شاء الله.
الرد



#4
والله يا أخي عجبتني طريقتك في صياغة الموضوع <!-- sSmile --><img src="{SMILIES_PATH}/icon_e_smile.gif" alt="Smile" title="مبتسم" /><!-- sSmile --> في البداية عفوا ألف ألف مبروك إن شاء الله مربوحة و ربي يوفقك و يسهلك أمرك <!-- sSmile --><img src="{SMILIES_PATH}/icon_e_smile.gif" alt="Smile" title="مبتسم" /><!-- sSmile -->

والله فرحتلك يا أخي من قلبي، كيما بديت نقرى في بالي معتوكش الفيزا "زعفت" من لخر فرحت في بالي راني نقرى في كتاب و أنت هو الستار يا جدك ههه

أنتم السابقون و نحن اللاحقون بإذن الله <!-- sSmile --><img src="{SMILIES_PATH}/icon_e_smile.gif" alt="Smile" title="مبتسم" /><!-- sSmile -->
[soundcloud]https://soundcloud.com/rec-o/abdelmadjid-arab-lewhouch[/soundcloud]
الرد



#5
شكراً، أتمنى التوفيق للجميع
الرد



#6
salah_dv2015 كتب :في المرة القادمة إن شاء الله سأروي لكم قصتي مع الصقر العملاق والهجرة نحو أمريكا


ههههههههههههههههههه مليح نستناوك

التوقيع: اي رسالة على الخاص سوف يتم  تجاهلها ماعدا الادارة حتى يستفيد الجميع لنتناقش في المواضبع وشكرا.قناتي على موقع ياكولاين  
الرد



#7
Wink 
قصتك مشوقة .اتمنى لك التوفيق و لكل المشاركين و المهاجرين.
الرد



#8
حكاية ولا اروع ركت معها كثير هههه مبروك عليك و لعقوبة للباقيين ان شاء الله
الرد



#9
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم

أخي مبروك عليك الله يسهلك الامور انشاء الله واش نقولك يا خويا والله غير اتمتعت بقصتك وكأنني اتنقل معك في ذالك المشوار حقا لديك اسلوب رائع جزاك الله خيرا

ادعينا ربي يوفقني باه نربح في اللوتري انا والجميع
الرد



#10
mabrouk 3lik akhi
الرد



#11
مبروك عليك خونا و ربي يوفقك
الرد



#12
السلام عليكك و رحمة الله
عيدك مبارك سعيد اخي الكريم انت و جميع اعضاء المنتدى
و شكرا هلى مشاركتنا قصتك الرائعة
نتمناولك التوفيق ان شاء الله. لا تحرمنا من جديدك. سلام
الرد



#13
السلام عليكم أخي قرأت قصتك بتمعن مشوقة و هادئة بذكر الله و الصلاة على النبي الكريم وفقك الله للخير، انا على طريقك في التسجيل للقرعة للمرة الثانية بالتوفيق للجميع
الرد



#14
انتم السابقون ونحن الاحقون
Cry Cry
الرد



#15
مبروك عليك و ربي يرزقني بزارافة ان شاء الله
ههههه بالتوفيق خويا
الرد





التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم